أكدت الرئاسة المصرية، أمس، أن الأحداث التي تعيشها البلاد لا علاقة لها بخلاف سياسي وإنما ”حرب من قوى متطرفة”، على حد تعبير مصطفى حجازي، مستشار رئيس الجمهورية المؤقت المكلف بالشؤون الدستورية، أمس، في ندوة صحافية قال عنها إنها جاءت لتصحح صورة ما التبس عند العالم بخصوص الأحداث في مصر.
أشار حجازي، في رده على أسئلة الصحافيين، إلى أن الدولة المصرية ذات سيادة ”وليست ضعيفة وعازمة على مكافحة الإرهاب من خلال ما يسمح به القانون المصري”، معتبرا أن جماعة الإخوان المسلمين قامت بترويع المواطنين المصريين وتهديد الأمن القومي، وبالتالي وجب التعامل معها بما يسمح بالحفاظ على الاستقرار في البلاد، غير مستبعد فكرة حل حزب الحرية والعدالة وحظر الجماعة، مؤكدا في سياق حديثه أن السلطات عازمة على تطبيق خريطة الطريق المعلن عنها في 3 جوان الماضي استجابة ”لمطالب الشعب المصري الذي فوض الجيش”، كما أكد أن السلطات مستعدة لفتح الحوار مع كل التيارات السياسية المصرية عدا من ”تلطخت أيديهم بالدماء” في إشارة إلى جماعة الإخوان.
جاءت هذه التصريحات بعد التصعيد الأمني الخطير الذي شهدته مصر في اليومين المنصرمين، فقد أكدت وزارة الصحة المصرية، في بيانها أمس، أن المواجهات في مختلف المحافظات المصرية أسفرت عن مقتل 173 أول أمس، غالبيتهم في المواجهات التي شهدتها العاصمة القاهرة، فيما أشار بيان تحالف دعم الشرعية إلى أن غالبية القتلى من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ومن بينهم ابن المرشد العام للإخوان محمد بديع.
وكانت التقارير الواردة من مصر، أمس، أكدت استمرار الاشتباكات بين قوات الامن وأنصار الرئيس المعزول الذين استجابوا لدعوة تحالف دعم الشرعية، وخرجوا في مظاهرات في العديد من المحافظات المصرية مطالبين بإطاحة ”الانقلابيين ومحاسبة قتلة أبناء الشعب المصري”، في حين شهدت القاهرة تراجعا نسبيا في حدة الاشتباكات، بينما تركزت في محيط مسجد الفتح الذي تحصن فيه عدد كبير من أنصار الرئيس المعزول، محاصرين من طرف قوات الأمن. وقد شهد المكان تبادلا لإطلاق النار قبل تمكن قوات الأمن من دخول المسجد وإخراج أنصار الشرعية المتواجدين بالداخل، في حين اتهمت السلطات المصرية الإخوان باستهداف قوات الأمن بالرصاص الحي من أعالي مئذنة المسجد، الأمر الذي نفته الجماعة في تأكيد على أن المدخل الوحيد للمئذنة من الخارج، في إشارة إلى أن المحاصرين لم يتسن لهم الصعود إلى المئذنة.
وبينما طلبت جماعة الإخوان من أنصارها الاستمرار في التظاهر يوميا من أجل التأكيد على مطالبهم، اتهمت السلطات المصرية، على لسان رئيس الوزراء، حازم الببلاوي، الإخوان بالزج بأنصارها في محاولة للظهور بمظهر ”الضحية” أمام المجتمع المدني، مؤكدا في سياق حديثه أن السلطات المؤقتة تعمل لتطبيق خريطة الطريقة، فيما طالب تحالف القوى الثورية بإصدار قرار بتجميد الأحزاب القائمة على أساس ديني، والمدرجة تحت ما يسمى بالتحالف الوطني لدعم الشرعية.