لحظة تاريخية فارقة يعيشها الشعب المصرى الآن، بعد أن نجح فى عزل الرئيس محمد مرسى، بعد عام ويومين تقريباً من توليه الحكم، ليصبح بذلك الحاكم صاحب الفترة الزمنية الأقصر فى حكم مصر، وليصبح ثالث رئيس تم إجباره على ترك الحكم، منذ أن عرفت مصر الحكم الجمهورى، بعد الرئيس محمد نجيب، أول رئيس للجمهورية بعد ثورة يوليو، والرئيس السابق حسنى مبارك الذى تنحى عن الحكم بعد ثورة يناير2011.
نشطاء موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" رصدوا ألقاب رؤساء مصر، منذ ثورة يوليو وحتى الآن، 7 رؤساء رصدهم النشطاء حكموا مصر منذ ثورة يوليو 1952، حتى الآن، كان مشهد النهاية لمعظمهم مشهداً مأسوياً، إما بالعزل أو الاغتيال أو التنحى، الأمر الذى عقد بشأنه النشطاء مقارنة بين هؤلاء الحكام.
بعد إعلان الجمهورية عقب ثورة يوليو، تولى اللواء محمد نجيب رئاسة الجمهورية، كأول رئيس فى تاريخ مصر، إلا أن خلافا بينه وبين مجلس قيادة الثورة أدى إلى عزله فبات بذلك أول رئيس للجمهورية، وأول رئيس معزول فى تاريخ مصر أيضا، وتم تحديد إقامته فى قصر زينب هانم الوكيل بحى المرج، إلى أن وافته المنية.
الرئيس جمال عبد الناصر ثانى رئيس لمصر، حكم مصر ما يقرب من 17 عام، ويعد أكثر الرؤساء شعبية فى تاريخ مصر، وتوفى عام 1971، ويعتبر الرئيس الوحيد الذى لم يتعرض للعزل أو النفى أو الاغتيال من رؤساء مصر، وذلك على الرغم من بعض الإشاعات والآراء التى تشير إلى أنه مات مسموما، إلا أنه لا يوجد أى دليل دامغ على صدق هذا القول.
بعد وفاة عبد الناصر تولى الرئيس محمد أنور السادات حكم مصر، وقاد معركة التحرير، والانتصار العظيم فى أكتوبر 1973، كما قاد عملية المفاوضات والسلام لإعادة الأراضى العربية المحتلة من قبل إسرائيل، ليطلق عليه بطل الحرب والسلام، إلا أن كل هذه البطولات لم تشفع له عند معارضيه وخصومه السياسيين، الذين قاموا باغتياله فى احتفالات أكتوبر عام 1981، ليصبح الرئيس الوحيد الذى تم اغتياله فى مصر، وليطلق عليه النشطاء الرئيس الشهيد.
عقب اغتيال السادات تولى رئيس مجلس الشعب حينئذ، الدكتور صوفى أبو طالب رئاسة البلاد مؤقتاً لمدة 8 أيام، إلى أن تولى نائب الرئيس السادات محمد حسنى مبارك، حكم مصر، ليمسك بزمام الحكم فى البلاد لمدة تجاوزت الثلاثة عقود، حتى استشرى فى نهاية عصره الفساد والظلم والقمع، فثار الشعب ضده فى ثورة عظيمة أبهرت العالم، هى ثورة الـ25 من يناير، ما أدى إلى تنحيه عن الحكم، ليحصل على لقب "الرئيس المخلوع"
وتضمن قرار تنحى مبارك، تفويض المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد، وكان على رأس القوات المسلحة وقتها المشير محمد حسين طنطاوى، الذى تولى إدارة البلاد، لمدة عام ونصف العام تقريباً، إلى أن أجريت انتخابات رئاسية، وقام بتسليم السلطة إلى أول رئيس مدنى منتخب عقب ثورة 25 يناير.
فاز بأول انتخابات رئاسية حرة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، الدكتور محمد مرسى، الذى أدار البلاد لمدة عام ويومين، لكن إدارته للبلاد، لم تلبى طموح ثوار 25 يناير، ولم ينجح خلال هذه المدة فى تحقيق مطالب الثورة، ما أدى إلى قيام ثورة شعبية أخرى ضده، انحازت فيها القوات المسلحة إلى شعبها، وتم عزله عن الحكم، ليصبح بذلك ثانى رئيس معزول فى حكم مصر، وثالث رئيس أجبر على ترك الحكم قبل إنهاء مدته الرئاسية.
وتولى المستشار عدلى منصور، رئيس المحكمة الدستورية، مسئولية إدارة البلاد، كرئيس مؤقت، ليصبح سابع رئيس فى حكم مصر، وثانى رئيس "مؤقت".
والمفارقة التى رصدها النشطاء، هى أن مصر ظلت طيلة 30 عاما لا يوجد بها رئيس سابق على قيد الحياة، وفى غضون ثلاثة سنوات فقط، فإنه يوجد بمصر 4 رؤساء على قيد الحياة، وهم الرئيس المخلوع حسن مبارك، والمشير محمد حسين طنطاوى، والرئيس المعزول محمد مرسى، والرئيس "المؤقت" عدلى منصور.