23:52:44
صمت الصوت الصاخب المعتاد للمولدات وآلات السحب والشاحنات وصياح العمال في المنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة.
فمنذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، نسف ودمر الجيش المصري الكثير من مئات أنفاق التهريب التي حفرت تحت الحدود مع غزة، والتي تساهم كخط إمداد كبير لسكان القطاع البالغ تعداهم 1.7 مليون نسمة.
ويظهر مقطع فيديو نشر على موقع "يوتيوب" الإلكتروني ضباط الجيش المصري يقفون إلى جانب حفار يسحب الغطاء الخرساني لمخزن مخبأ تحت الأرض ربما بحجم مسبح ومملوء بالديزل.
وقال شهود إنه خلال اليومين الماضيين اكتشفت ثمانية أنفاق وتم اغلاقها.
ويرى الجيش المصري الحملة في بلدة رفح الحدودية على أنها تصب في خدمة أمنه القومي. وتتهم وسائل الإعلام المصرية المتشددين الفلسطينيين باستخدام الأنفاق للتسلل إلى شبه جزيرة سيناء لنشر الفوضى والعنف وأن سكان غزة يسرقون الوقود المصري مما يخلق عجزا في البلاد.
ووضعت حملة الجيش الحياة المدنية في غزة تحت ضغط من خلال التسبب في عجز حاد في الوقود الرخيص وغيره من المنتجات.
وتدوم انقطاعات الكهرباء المعطلة للحياة، والتي عانى سكان غزة منها لأعوام، لفترات أطول نظرا لأن الكهرباء يتم توليدها في القطاع الساحلي بوجه عام عن طريق الوقود، ومنذ تخفيف إسرائيل لحصارها الاقتصادي على غزة في شهر يونيو 2010، يتم استيراد الوقود من خلال معبر كرم أبو سالم مع غزة.
لكن معظم سكان القطاع لا يستطيعون تحمل نفقات شراء البنزين في إسرائيل، حيث يتكلف لتر البنزين الواحد من نوع اوكتان 95 حوالي 8 شيكل إسرائيلي (2.22 دولار) مقارنة مع نحو 3 شيكل للتر الواحد المهرب من مصر.
وخلال الفترة ما بين عام 2007 عندما بسطت حركة حماس المتطرفة سيطرتها على قطاع غزة وعام 2010، كان الحصار الإسرائيلي، المفروض ردا على هجمات الصواريخ، كليا تقريبا. ولم يكن يسمح سوى بضروريات الحياة لدخول القطاع لتجنب أزمة إنسانية.
ومنذ عام 2010، لا تخضع الواردات من إسرائيل لقيود باستثناء الأسمنت والحديد والحصى والكيماويات وغيرها من المواد الخام التي يقول الإسرائيليون إنها تستخدم في عمل الخنادق والأنفاق وتصنيع الأسلحة.
وقال أبو عمار أثناء جلوسه على كرسي بلاستيكي بالقرب من النفق الذي يمتلكه في رفح "نخشى من أن يستمر غلق الأنفاق لفترة طويلة جدا".
وقال الرجل (48 عاما) والذي طلب من عماله العشرين البقاء في بيوتهم حتى تنتهي الحملة الأمنية المصرية "الموقف اصبح الآن صعبا مثلما كان عقب عام 2007. فالمصريون يمنعون مرور أي شيء عبر الأنفاق وليس بإمكاننا جلب حتى أبسط الأشياء".
وعندما فاز مرسي بالانتخابات الرئاسية في مصر قبل عام، احتفلت الحركة الإسلامية - الذراع الفلسطينية لجماعة الإخوان المسلمين - في جميع أنحاء قطاع غزة وأطلق مقاتلوها المسلحون أعيرة نارية في الهواء.
وخلال الأسبوعين الماضيين خيمت أجواء من الكآبة على أنصاره الحركة