هناك نوعان من ألعاب كرة القدم قد سُجلا مؤخراً من أوروبا وهما إيبسكسروس من اليونان القديمة و هارباستوم من الإمبراطورية الرومانية اللتان تشبهان كرة القدم التي يتجمهر عليها الناس وهي غير مسجلة، والتي فيها تُلعب كرة القدم بحملها باليد أكثر من ما تُلعب بركلها . وهناك العديد من المنافسات القديمة التي تقوم حول ركل كرة في عدد قليل من البلدان، مثل التسوجو في الصين.. وهناك أيضاً ألعاب مشابهة ولكن غير تنافسية مثل الكيماري في اليابان و ووغاباليري في أستراليا. تعتمد القوانين الحديثة لكرة القدم على الجهود التي بذلت في وسط القرن التاسع عشر لتوحيد الأنواع المختلفة لكرة القدم التي تُلعب في مدارس إنجلترا المحلية. يعود تاريخ كرة القدم في إنجلترا إلى القرن الثامن على الأقل.
قوانين كامبردج التي وُضعت في في 1848 في جامعة كامبريدج، كانت ذات نفوذ في تطوير الرموز المتتابعة ويشمل ذلك كرة القدم. وقد كُتبت قوانين كامبردج في كلية الثالوث في كامبريدج في لقاء بين مندوبين من كلية أيتون ومدرسة هارو ومدرسة الرجبي ومدرسة وينتشستر ومدرسة شروسبري. ولكن هذه القوانين لم تُتَبنى جامعياً. أثناء خمسينات القرن التاسع عشر، تشكلت العديد من النوادي الغير مرتبطة بالمدارس أو الجامعات في جميع أنحاء عالم المتحدثين بالإنجليزية، ليلعبوا أشكال مختلفة من كرة القدم. بعض هذه النوادي ظهرت برموزها الخاصة للقوانين، أبرزها نادي شيفيلد لكرة القدم, والذي أدى إلى تشكيل اتحاد شيفيلد وهالمشير لكرة القدم في 1867. ابتكر جونز تشارلز ثرينغ في عام 1862 من مدرسة آبنغهام مجموعة من القوانين المؤثرة في اللعبة.
أسهمت هذه الجهود المستمرة إلى تشكيل اتحاد كرة القدم في 1863، والذي كان فيه أول اجتماع في صباح 26 أكتوبر 1863 في حانة الماسونيين في شارع الملكة العظيمة، لندن. وكانت المدرسة الوحيدة التي مثلت هذه المناسبة هي مدرسة كارترهاوس. حانة الماسونيين كانت مقراً لخمسة اجتماعات أخرى أقيمت بين أكتوبر وديسمبر وقد وُضعت فيها أخيراً أول قواعد شاملة لقوانين اللعبة. أمين عام اتحاد الكرة ومندوب نادي بلاك هيث انسحب ناديه من اتحاد الكرة في آخر اجتماع بسبب حذف قاعدتين في الاجتماعات السابقة، الأولى هي حمل الكرة باليد والجري بها والثانية هي إعاقة اللاعبين عن طريق ركل ساق اللاعب أو تعثيره أو مسكه (حيث يُسمح ذلك في الرجبي). نوادي الرجبي الأخرى الإنجليزية اتبعت هذا الأمر ولم تدخل اتحاد كرة القدم بل بدلاً من ذلك شكلت في عام 1871 اتحاد كرة القدم الرجبي. النوادي الأحد عشر الباقي تحت إدارة إبنيزير كوب مورلي، ذهبت لتصديق القوانين الثلاثة عشرة الأصلية والتي تشمل حمل الكرة باليد، وفقدان المرمى لعارضة واحدة، وقد نشأت هذه القوانين بشكل لافت مشابهة للقوانين الفيكتورية لكرة القدم التي بدأت بالتطور في ذلك الوقت في أستراليا. أما عن شيفيلد يونايتد فقد بقوا يلعبون بقوانينهم الخاصة حتى سبعينات القرن التاسع عشر حتى صار هناك فرق بسيط بين الألعاب.
يحدد قوانين اللعبة حالياً مجلس الإتحاد الدولي لكرة القدم. شُكِّل مجلس الإتحاد الدولي عام 1886 بعد اجتماع في مانشستر بين اتحاد كرة القدم، اتحاد إسكتلندا لكرة القدم، اتحاد ويلز لكرة القدم و اتحاد أيرلندا الشمالية لكرة القدم. أقدم منافسة على كرة القدم في العالم هي كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم والذي أوجده تشارلز ألكوك، وقد قامت الفرق الإنجليزية تتنافس في هذه البطولة منذ 1872. وكانت أول مباراة رسمية دولية بين إسكتلندا وإنجلترا في عام 1872 في غلاسغو وكانت أيضاً بإشارة من ألكوك. إنجلترا هي مأوى أول دوري كرة قدم في العالم وقد وُجد في عام 1888 في برمنغهام بواسطة ويليام ماكغريغور مؤسس أستون فيلا. تضمن التشكيل الأصلي للدوري اثنا عشر نادياً من الأراضي الوسطى في إنجلترا وشمال إنجلترا. تشكلت الفيفا وهي الهيئة الدولية لكرة القدم في باريس عام 1904 وأعلنت أنها قد تتقيد بقوانين اللعبة .شعبية اللعبة العظمى أدى إلى دخول مندوبي الفيفا في مجلس الاتحاد الدولي في 1913. حالياً يتكون المجلس من أربعة مندوبين من الفيفا ومندوب واحد من كل اتحاد بريطاني.
تُلعب كرة القدم اليوم بمستويات احترافية في جميع أنحاء العالم. الملايين من الناس عادةً يذهبون لاستادات كرة القدم لتشجيع فرقهم المفضلة, بينما المليارات يشاهدون المباريات على التلفاز أو الإنتر نت. هناك أيضاً عدد كبير من الناس يلعبون الكرة في مستويات مبتدئة. وفقاً لمسح أجرته الفيفا في 2001، فإن هناك أكثر من 240 مليون شخص في أكثر من 200 دولة يلعبون كرة القدم. كرة القدم لديها أعلى نسبة مشاهدة تلفزيونية من بين جميع الرياضات .
في العديد من الأنحاء من العالم، تستحضر كرة القدم حماساً وتلعب دوراً مهماً في حياة المشجعون الأفراد، والمجتمعات المحلية وحتى الدول. يقول ر. كابوشنسكي أن الشخص المهذب و الخجول في أوروبا تثار حماسته عند اللعب بكرة القدم أو مشاهدة مبارياتها. وقد ساعد منتخب ساحل العاج لكرة القدم لتأمين هدنة في الحرب الأهلية في عام 2006. وساعد أيضاً في تخفيف التوتر بين الحكومة وقوات الثوار في 2007 بواسطة لعب مباراة في عاصمة الثوار بواكي، وهي فرصة قد جمعت كلا الجيشين بسلام لأول مرة. في المقابل، كانت كرة القدم السبب المباشر لحرب كرة القدم في يونيو 1969 بين السلفادور وهندوراس. أثارت الرياضة أيضاً التوتر في بداية حرب يوغسلافيا في بداية تسعينات القرن الماضي، عندما تحولت مباراة بين دينامو زغرب وريد ستار بلغراد إلى أعمال شغب في مايو 1990.