البحر الرائق في الزهد والرقائق
نعمة التوبة
التوبة هي الرجوع إلى الله والباب مفتوح، نعمة التوبة، فهذه التوبة نعمة عظيمة جدا.
كم مرة تخطئ، والله تبارك وتعالى لم يجعل لك حدا معدودا إذا وصلت إليه أو تجاوزته لا تقبل توبتك وإنما كما في الحديث الصحيح: «
إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر » من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه.
: ﴿
إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ ﴾ [النساء: 17]، فهذه النعمة العظيمة والرحمة الواسعة، والفضل العظيم من الله تبارك وتعالى يستحق الشكر، والشكر أن تبادر بالتوبة وأن تجدد التوبة وأن تكثر من التوبة وأن تعلم ما هو الذنب وما هو الضرر، وما هي التوبة، وما هو الخير المترتب عليها والنفع المترتب عليها؟
أول التوبة وآخرها::
إذا أنت حققت التوبة فقد وصلت إلى الله تعالى، فإن التوبة لها أول وآخر، أولها في الدنيا وآخرها هو تحقيقها أن ترجع إلى الله: إني تبت إلى الله، يعني رجعت إلى الله، فأنت تقول رجعت إلى الله ولكن لا تدري أرجعت أم لا، فإذا دخلت الجنة فقد رجعت إلى الله حق ورجعت إلى الجنة، فلا بد أن تلزم التوبة حتى تصل إلى الله تبارك وتعالى وتدخل الجنة.
شرائط التوبة:
:والتوبة لها شرائط فإذا كان الذنب في حق الله وكل الذنوب هي في حق الله حتى لو كانت مع آدمي، لأنك عبد مأمور أمرك الله بحب هذا وكره هذا ومعاداة هذا وموالاة هذا وبالأكل من هذا وعدم الأكل من هذا أنت عبد مأمور، فأي مخالفة هي مخالفة لله تبارك وتعالى حتى ولو كانت في حق الآدمي حتى ولو كانت في حق نفسك يعني قاتل النفس مذنب لأنه عبد مأمور ونهاه الله عن قتل نفسه بل عن أن يضر نفسه ولكن هذا التفصيل للإيضاح فإذا كان الذنب في حق الله .
فللتوبة شرائط ثلاثة: الندم والإقلاع والعزم على عدم العودة، وتضيف الشرط الرابع العمل الصالح. فهو في القرآن موجود ﴿
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ﴾ [مريم: 60]، فشرط العمل الصالح مقرون بالتوبة:
«إن الحسنات يذهبن السيئات».وفي الأحاديث أيضا أن العبد إذا أساء وأراد أن يتوب فليحسن مكان هذه الإساءة من جنس ما أساء، مثل قتل الصيد فجزاء الصيد أن تقدم عدل ذلك أو ما يحكم به ذوا عدل، مثل مما يعدل الصيد. فنتعلم أنه التائب يضع مكان السيئة حسنة،.
فمن
شروط التوبة الندم، هذا الندم ينقسم إلى قسمين:
1-ندم عبارة عن تحسر2- وندم عبارة عن حقيقة، الندم التحسر مثل الذي يشرب السجائر ويقول والله أنا بكرهها وادع لي أن ربنا يبعدها عني، فيشعرك أنه نادم، هذا ليس ندم وإنما هو تحسر مثل إنسان يعني أي إنسان يتحسر عن أي شيء، أما حقيقة الندم هو أن يندم على أنه فعل ويود لو أنه لم يفعل ولو استقبل من الأمر ما استدبر ما فعل.
المطلوب أنه يعتصم بالله ويتقوى بالله ويعزم على عدم العودة فإذا أراد الشيطان أن يزعزع هذا العزم فيقول حسبي الله ونعم الوكيل على الله توكلت ويستمسك بحبل الله ويعتصم بالله ويستعين بالله فالله يعصمه ويحفظه ويعينه ويحول بينه وبين الذنب.
الاستغفار مع الإصرار فهو استهزاء: مما تكون التوبة؟التوبة قد تكون من ذنب متضمن لحق آدمي، مع حق الله تبارك وتعالى، فالتائب لابد أن يصلح ما أفسد وأن يعطي للآدمي حقه كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وفيه قال رسول الله :
«من كان لأخيه عنده مظلمة من مال أو عرض فليتحلله اليوم من قبل ألا يكون دينار ولا درهم إلا الحسنات والسيئات» إن لم يتحلله فإنه لابد يوم القيامة أن يأخذ حقه، إما أن يأخذ من حسناته أو أن يحمل الظالم من سيئات المظلوم، فهذا الذنب يتضمن حق الله وحق الآدمي .
كيفية التوبة من حق الآدمي::فالتوبة من حق الآدمي أن يتحلل الآدمي؛ لأجل حق الآدمي، ويندم فيما بينه وبين الله لأجل حقه،فحتى تحب الله U يعني حق الله عفا عنك وحق أخوك الله تبارك وتعالى يجعل له الأجر ليعفو عنك وهو والله لا يعفو عنك إلا لأمرين: إما لوجه الله يطمع في فضل الله أو لمصلحة. إنما مجانا فلا، إما لوجه الله يبتغي الأجر من الله أو لمصلحة يعني قد تعود عليه في الدنيا أو كذا، فإذا عفا عنك لوجه الله فقد ضمن أجره موفرا وإذا كان لمصلحة فقد اختار الذي هو أدنى وفزت أنت بالعاجلة.
بعض الأحكام المتعلقة بالتوبة:وهي إذا كان المظلمة بغيبة أو قذف فهل يشترط إعلام المظلوم؟ الحقيقة لا يشترك والأمر فيه تفصيل، بمعنى ربما لو أنك قلت له ما وقعت فيه ينفعه، ربما ينفعه تقول له سامحني أنا كنا نتكلم وقلت عليك...أطال في الدرس بطريقة معينة فربما ينتفع بالكلمة وما عاد يطيل، إنما إذا كان فيه نوع من القدح أو الذم أو الشين أو العيب بحيث لا يتحمله السامع فأنت إذا ذهبت قلت له إني فعلت كذا في حقك هذا يعني نحن بشر ونتأثر فربما يغتاظ ولا يعفو عنك، بل يعاديك ويتخذك عدوا، ويعرف حقيقتك ويعرف ما كان في قلبك وأنت بتقابله تضحك في وجهه ومن ورائه تتكلم عليه وكل هذه الأمور يزينه له الشيطان.
أرجح الأقوال:أن التوبة إذا كانت في حق آدمي بغيبة أو قذف أو كذا: أنك تدعو له بظاهر الغيب وتثني عليه بما فيه. في المواضع التي ذممته فيها،تتعمد الثناء عليه وذكره بما يحب وترضي الله فيه وتستغفر الله له، اللهم اغفر لي وله، فكل هذا معناه أن القصاص هذا بدل القصاص يعني هو يأخذ من حسناتك فهذه حسنات يأخذها بإذن الله رب العالمين، يعني هذا من فقه الرجل وأنت تحط من سيئاته تقول اللهم اغفر له اللهم كفر عنه سيئاته، اللهم فرج كربه اللهم بارك له في أهله، وتدعوا له كل هذا كأنك تعطيه ما سيأخذه منك يوم القيامة والله كريم سبحانه وتعالى يحب منك ذلك ويعطيك مثل ما دعوت ويقضيه من هذا الدعاء فإذا كان يوم القيامة فالله هو الحكم العالم العدل المقسط سبحانه وتعالى لا يظلم مثقال ذرة وإنما الأعمال بالنيات.
توبة من اغتصب مالا لو ظللت تدعوا له إلى يوم القيامة، المال عندك تعطيه له لأنك لا ترضى بالحرام، ،إذا لم تجده ولم تجد ورثته تتصدق بهذا المال عنه، فلما تتصدق بهذا المال الله تبارك وتعالى يضاعفه وينميه ويباركه لأن هذا عمل خالص لوجه الله.
متى يلجأ للصدقة؟ إذا تعذر عليه إيصال المال لحقه ،
(وأما توبة من عاوض غيره معاوضة محرمة) (فمن قبض العوض كبائع الخمر والمغني وشاهد الزور وكذا فكل هذا توبته أن يتصدق بالمال يتخلص منه ولا يعيده إلى يعني من دفعه)، مسألة من كان عنده مال مختلط حلال وحرام ولا يستطيع التمييز بينهما
فماذا يصنع هو عليه أموال كثيرة حرام وليس معه مال يجعل في توبته الصدقة، كيف يتصدق؟ كما قال النبي في الحديث:
«يعمل ويتصدق»، تخيل يشتغل بالأجرة بعشرين جنيه ويتصدق بنصف المبلغ أو أقل أو أكثر، يتصدق فإن لقي الله،
«إنما الأعمال بالنيات» النية تشفع له.
(التوبة النصوح: [color=blue][ التوبة النصوح، النصح في التوبة هو تخليصها من كل غش ونقص وفساد، التوبة النصوح كاملة صالحة تامة صحيحة)/color]
قال الحسن البصري: هي أن يكون العبد نادما على ما مضى مجمعا على ألا يعود فيه،
وقال ابن القيم شروط التوبة النصوح:1-أن تعم جميع الذنوب، يعني لا يتوب عن ذنب ويترك ذنب، وإن كانت التوبة من الذنب مقبولة، يعني واحد يشرب سجائر ويحلق لحيته، بطل التدخين يقبل أعفى لحيته تقبل يعني التوبة تعم جميع الذنوب هذه التوبة النصوح، أما إذا كانت من ذنب دون ذنب، فالذنب الذي تاب منه إذا كان صادق في التوبة فإنها تقبل منه، طيب ليه هو ما دام خائف من ربنا يتوب من ذنب ويترك ذنب، هذا شأن الجميع، فيه أمر ينتصر مثل القتال والميادين يضعف في أمر ويستذله الشيطان ويغلبه الهوى وأمر ينتصر فيه ويغلب هواه ويغلب الشيطان بأمر الله تبارك وتعالى، فهذا أمر واقع وهو من ضعف ابن آدم.
2-، من صفتها إجماع العزم والصدق بكليته عليها، لا يكون عنده تردد وضعف والتفات للذنب يكون عنده عزم صادق قوي في التوبة،3- تخليصها من الشوائب والعلل القادحة في إخلاصها ووقوعها بمحض يعني لمحض الخوف من الله يعني لا يكون التحى كي يتزوج ولا لبست النقاب كي تتزوج ،فهذه التوبة المعلولة تقدح في نصح التوبة فتخليص التوبة من الشوائب والعلل القادحة فالتوبة النصوح هي التي وقعت رغبة ورهبة خوفا من الله ورغبة في رضاه.
(والتوبة محفوفة بتوبة من الله قبلها وتوبة من الله بعدها،) والعبد محفوف بتوبة من الله قبل التوبة، قبل توبة العبد وبعد توبة العبد، فالله تبارك وتعالى لما تاب على الثلاثة الذين خلفوا خاصمهم أو هجرهم المسلمين خمسين يوم، هذا الهجر من الله كان ليرفعهم إلى المنزلة التي نزلوا عنها، يعني المسلمين ذهبوا لغزوة خمسين يوم ذهاب ومكث في المكان وإياب مدة خمسين يوم، وكان منهم أهل بدر ومنهم يعني كعب بن مالك صاحب العقبة منهم ، من السابقين الأولين من الأنصار، فالله تبارك وتعالى يريد أن يتوب عليهم وأن يرفعهم المنزلة التي هي يعني مؤهلة لهم فهذا الأجر الذي فاتهم في الغزوة سيحط من منزلتهم، فجعل هذا الهجر خمسين يوم والصبر على هذا الهجر سيقابل السفر في الغزوة خمسين يوم والصبر على المشقة وكذا وكذا بخمسين يوم، فلما تنزل التوبة من الله وينص عليها في القرآن يبقى رفعهم منزلة ولهم عمل صالح، ثبتوا فيه وطهرهم الله ، فالله سبقت توبته عليهم ثم تاب عليهم ليتوبوا، يعني لولا أن الله يريد لهم هذا الفضل ما كان حالهم هذا الحال؛ لأن فيهم في هذا الزمان وفي هذا الوقت وفي هذه الحادثة كان هناك منافقون.
ماذا عملوا هؤلاء المنافقون؟ لم يفعل الله بهم مثل ما فعل مع السابقين، جاءوا فاعتذروا، قالوا يا رسول الله استغفر الله لنا، فاستغفر الرسول لهم، والله تبارك وتعالى قال لنبيه عفى الله عند لم أذنت لهم.
هو لو كان ربك يريد ألا يأذن النبي لهم الم يكن أوحى إليه ولم يأذن لهم من الأول، وإنما تركهم ليستأذنوا وترك نبيه يأذن له، خلي بالك معاملة المحبوب ومعاملة الممقوت، ونزل قول الله : عفى الله عنك أنت أذنت والله عفا عنك، وهم استأذنوا وهم كاذبون وجاءوا بعد أن جاء النبي واعتذروا ووكل النبي سرائرهم إلى الله، وقبل علانيتهم وقال عن كعب أما هذا فقد صدق، معني ذلك أن غيره كذاب.،في القذف السيدة عائشة حادث الإفك، وقع فيه المؤمنون والمنافقون، المؤمن جلد وربنا غفر له، المنافق لم يجلد ولم يثبت عليه، المؤمن يقول الله لأبي بكر:
﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [النور: 22].
مسطح من المهاجرين الصادقين السابقين، وهذه ذلة وتاب منها، فالله تبارك وتعالى يقبل توبته، إنما عبد الله بن أبي بن سلول، الذي تولى كبره وكان يريد ويريد ويريد ويريد بعد أن قال الله :
﴿أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾،، قال: ﴿
إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾ [النور: 23 - 25].
فإياك أن في قلبك كره أو اعتراض أو غش لله فإن الله يطلع على قلبك، لو أنت محب أو مقبل وراضي ومذنب باب التوبة مفتوح وربنا يتوب عليك يعني يسر لك التوبة ويوجهك للتوبة ويوجهك لما يكفر عنك السيئات سيداويك سبحانه وتعالى.
-1
اتهام التوبة:1-من اتهام التوبة ضعف العزم أن يكون يتوب وعنده تردد، يعني يحس أنه سيرجع إلى الذنب مرة ثانية، والتفات القلب إلى الذنب الفينة بعد الفينة ،توقف عن المخدرات ورجع يشرب مخدرات، ليه ملتفت لم يعزم، لو عزم عزم صادق ربنا سيطهره،.
2-
ومنها: الاغترار ما دام أنه أخذ الأمر على ظاهره، إن الله غفور رحيم وأنا تبت إلى الله وأستغفر الله وأتوب إليه، فيشعر أنه لا أحد له حجة عليه ، قد تاب، لأنه يتبجح بعد الذنب كأنه لم يعمل شيء أبدا، يريدك تعامله ، كأنه ليس له ذنب، عنده غرور مغتر، ما دام صلى وتاب يعني كأن ليس للذنب أثر، ليس فيه انكسار ولا إخبات، ولا حياء وتوقير لأهل العلم الطيبين الطاهرين الصالحين.بل ربما يجترئ عليهم بسبب اغتراره بتوبته ووثوقه من نفسه كأنه قد قبل توبته.
3-
ومنها:جمود العين، يعني لا يبكي، لما يذكر لا يتألم ولا يبكي ولا يخاف، ولا يستغفر الله ، استغفر الله هذا طلب المغفرة، هذا سؤال، اللهم اغفر، كما تدعوا الله ، اللهم أدخلني الجنة وأجرني من النار، فأنت تقول اللهم اغفر لي، إنما العذر مقبول والمغفرة واسعة، أوسع من الذنب والباب مفتوح ولكن تحقق التوبة يعني تكون فعلا نادم ومستغفر ومتصف بصفات التوبة المقبولة.
وعلامات التوبة المقبولة:1-أن يكون بعد التوبة خيرا منه أو خيرا مما كان قبله ، 2-:
ومنها:أنه لا يزال الخوف مصاحبا له، كلما ذكر ذنبه خاف واستغفر الله تبارك وتعالى، .
3-ومنها: انخلاع القلب وتقطعه، 4- ومنها: انكساره بالذنب،
أسرار التوبة ولطائفها:الله تبارك وتعالى جعل في التوبة أسرار صاحب البصيرة يرى هذه الأسرار، صاحب البصيرة ينظر في الذنب إلى ثلاثة أمور :
أحدها: أن ينظر إلى أمر الله، فيرى أنه خالف أمر الله، فهو بذلك عاصي يقر على نفسه بالمعصية .
الثاني:وينظر إلى الوعيد فيرى أنه مستحق الوعيد فيخاف الله تبارك وتعالى، وينظر إلى الرحمة أن الله وعد بالمغفرة فيرجوا رحمة الله ويقبل على التوب ويستغفر ولا يقلق من رحمة الله.
الثالث: وينظر إلى تمكين الله له من الذنب، والذنب هذا مخالفة لله والله عزيز يمكنك من الذنب،حجة عليه،هو يشتهي المعصية ومصر عليها فربنا يمكنه منها، كي يحاسبه عليها سبحانه وتعالى.
فإذا كان هذا جهل منه فربنا يصرفها عنه، ويحول بينه وبين المعاصي، ولو شاء أن يوقعك ويمتحنك ستسقط بس أنت ضعيف وربنا صرف عنك هذه الذنوب، فكم من ذنوب ربنا يصرفها عنك وأنت عند نية، جاهل وتمني نفسك لأن هذا غلبة شيطان، غلبة نفس، إنما المنافق الفاجر الذي سواء يعني يبحث عن الذنب ويصر عليه شيطان الإنس يمكن من المعصية، فانظر إلى تمكين الله له منها فإن هذا يبين عزة الله فهو العزيز سبحانه وتعالى، يقيم عليه الحجة، فتعرف عزة الله في قضائه، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولو شاء أن يحول بينه وبينها لحال ولو شاء أن يصرفها عنه لصرفها.
وأمر آخر، وأرجو أن تنتبه لهذا الأمر جيدا،أنت تتمنى أنك لا تعصي ربنا وتدعوا ربنا وتتمنى أنك لا تعصي ربنا وتعصي ربنا ليعافيك من العجب طول ما أنت تتمنى وتعصي ربنا تحس أنك مكسور ومحجوج ،هل تعصي ربنا من غير إرادة ولا بإرادتك وبشهوتك وإنما تتمنى أنك لا تعصي ربنا، يعني تحب لو أنك أنشئت خلقا آخر، إنما أنت ممتحن مبتلى، عندك إرادة وقدرة على الفعل وقدرة على الترك فهذا يجعلك دائما في دائرة العبودية إنما ربما العبد لو تمكن من عدم المعصية يصيبه ما هو أكبر منها وهو العجب وقسوة القلب ويظن أن هو ند يعني داخل الجنة بحقه بعمله ونجا من النار بعمله فيصيبه العجب فهذا أيضا من الأسرار التي يراها صاحب البصيرة في المعصية، أن يشهد أن الكمال لله وحده. وأنه عبد خطاء مذنب فقير إلى الله ، فقير إلى أن الله يعصمك وفقير إلى أن الله يغفر له، فإن عصمه فبفضله وإن غفر له فبرحمته.
ومنها: يرى حلم الله.تخيل أنت ممكن تصبر على إن واحد يسرق مالك وتتركه، لا تصبر، الله تبارك وتعالى حليم، كل من عصاه تحت عينه وفي يده وفي قدرته ومن حلمه يمهله، إلى أن يفهم ويراجع نفسه ، ويتوب بعد سنة بعد اثنين بعد عشرة بعد ستين سنة وربنا يقبل منه، أليس هذا دليل واضح جدا على حلم الله، هذا مشهد من مشاهد التوبة،
ومنها :كرم الله، ربنا أكرم الأكرمين، ولا أكرم من ذلك وله الكرم المطلق، والحلم المطلق، الله الصمد، له الكمال المطلق في كل شيء، فكرم يغفر ويبدل السيئات حسنات، ويغفر ويدخل الجنة، ويغفر ويرضى ويحب، بل
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]، دا أنت لو المرأة وهي غضبانة ممكن ترجع وخائفة إنك تكون تكرهها، بسبب الأذى الذي سببته لك فمعقول ترجع وتحبها من أجل أنها رجعت، هذا فعل الله U،
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]، يعني مذنب ويرجع لربنا وربنا يحبه أنه رجع، لأنه اختار الله، وأبغض الشيطان وأرغم أنف الشيطان، وشهد على نفسه بالمعصية وأنه لا غنى له عن الله أبدا، فرجع إلى الله والله تبارك وتعالى أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين، لا تضره المعصية ولا تنفعه الطاعة، فيحب العبد التائب، ويغفر محض فضل .
ومنها :أن يستكمل مراتب الذل يعني المحبة، الحب والطاعة والعبودية كل هذا مراتب ذل ومن مراتب الذل الانكسار بسبب الذنب.
ومنها :ظهور آثار الأسماء الحسنى، الله هو الرزاق يبقى خلق خلق يرزقهم، هو الغفار خلق خلق يغفر لهم فظهور آثار الأسماء الحسنى،.
ومنها: السر الأعظم وهو أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، ويفرح بتوبة العبد وهو من عظيم رحمته التي وسعت كل شيء.
سر من أسرار فرح الله بتوبة العبد،: بينما أنت تسر في الطريق بسيارتك فيمر طفل فكنت ستصدمه بسيارتك ولو حدث هذا كنت تحزن وتتألم لما جبلك الله عليه من الرحمة بصرف النظر عن دينه ، فما بالك بأرحم الراحمين، فرحمتك مهما كانت كم نسبتها؟ الله جعل الرحمة مائة جزء، فأنزل جزء واحد في الدنيا أي رحمة في الدنيا من هذا الجزء، فالجزء هذا نصيبك منه الذي أنت تحس به هذا فما بالك بمن جعل الرحمة مائة جزء، سبحانه وتعالى أرحم الراحمين، الرحمن الرحيم، فكيف تكون فرحته بنجاة العبد وفرحته بتوبة العبد، أعظم فرحة.
لله أعظم فرحا بتوبة عبده، فالله تبارك وتعالى يفرح بتوبة العبد، يعني الواحد يبادر بالتوبة يعني الله تبارك وتعالى أحن على العبد وأرحم بالعبد ولا خير إلا في القرب منه وجواره سبحانه وتعالى، فالعبد يبادر بالتوبة، العاصي شقي، والتائب مرحوم.
نسأل الله ان يجعلنا من أهل التقوى