في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. بإختصار أعتبر هذه المباراة أفضل مباراة للأهلي في مشواره الأفريقي هذا العام مع مباراة تشيلسي بالقاهرة وإن إختلف حجم المنافس ولكن يبقي أن تؤدي أفضل ما لديك بغض النظر عن إسمه ومع إعترافي بأن صن شاين ليس تشيلسي أو مازيمبي ولكنه بكل تأكيد أفضل من ستاد مالي والبن الأثيوبي اللذان واجههما الأهلي في مرحلة ما قبل دوري المجموعات ( لمن يحبون التقليل من شأن البدري كمدرب ). وكما إنتقدت حسام البدري في مباراة مازيمبي بالكونغو بسبب سوء الخطة الموضوعة وإختيار بعض العناصر الغير مؤهلة لتنفيذ شق هجومي مؤثر من حيث السرعة فإنني اليوم يجب أن أعطيه حقه ليس فقط بسبب قراءة المباراة بشكل جيد ولكن لعدم خوفه والركون لبعض ( الإكلاشيهات ) التقليدية والتي سمعناها في إستوديو الجزيرة الرياضية بضرورة اللعب بثلاثي إرتكاز وكأن اللعب خارج الأرض ( تأشيرة لتغيير خطة اللعب ). سيناريو اللقاء •تغييرين في تشكيلة صن شاين أحدهما كان مؤثرا للغاية وهو الكاميروني ميراندو تامين والذي لم يلعب أخر مباراتين وربما كان مصابا ولكنه بالفعل نجم الفريق النيجيري بعد إصابة أزوكا وخروجه المبكر .. لعب اوجنبوتي 4-1-1-3-1 بوجود أوساسكو وألبا وأويري وإنياه في الدفاع ولعب إيبتشوا كوسط مدافع ولعب على الورق إيمانويل صنداي وهو شبيه بدور غالي في الأهلي وتقدم الثلاثي كوامبي وأجو وتامين للعب خلف أزوكا الذي تبادل مركزه مع كوامبي في أوقات كثيرة. •في المقابل لعب البدري بالخطة ( المعتادة ) والتي حفظها اللاعبين والتي شخصيا لا أفضل تغييرها مع إضافة بعض التكليفات للاعبين كما حدث أمس .. 4-2-3-1 كانت هي الطريقة اللعب المفضلة للبدري ولكنه أضاف إليها بعض التحسينات لمواجهة صن شاين بأن حولها إلي 4-2-2-2 بوجود ثنائي في الهجوم وليس ثنائي رأس حربة. •فتحي وجمعة ونجيب وقناوي في الدفاع ثم الحسامين غالي وعاشور كإرتكاز دفاعي وعاونهما على الأجناب وليد سليمان وعبدالله السعيد ثم ثنائي هجوم يتحرك بحرية للعمق وللأجناب وإلي الخلف بالتبادل سويا جدو والسيد حمدي •التعليمات التي ظهرت بوضوح في الشقين الدفاعي والهجومي هي شهادة الإجادة للبدري في هذه المباراة ففي الشق الدفاعي تبادل وليد سليمان وعبدالله السعيد لعب دور الظهير العكسي في ظل دخول أحمد فتحي أوشديد قناوي إلي منطقة الجزاء للعب دور المساك الثالث وهو أمر شبيه بما يقوم به كيلليني في اليوفنتوس ولكن بتغيير الطريقة من 3-5-2 ويتحول الي 4-4-2 أثناء الهجوم ولكن ( البدري ) عكسها. •الشق الهجومي كان جيدا جدا بوجود حرية لجدو والسيد حمدي في التحرك بين قلبي الدفاع وظهيري الجنب ( مثلما لعبت إيطاليا في اليورو في وجود كاسانو وبالوتيللي) وأتاح ذلك فرصة للسعيد للدخول من الأطراف إلي العمق للقيام بدور صانع الألعاب في المنطقة الأمامية. •فراغ منطقة الوسط الدفاعية لصن شاين كان متوقعا كما قلنا وقلة الضغط المفروض علي لاعبي الأهلي في المنطقة الهجومية أتاح للأهلي فرصة التقدم طوال المباراة .. شاهد الفيديو التالي ..
•حسام غالي أخيرا عاد إلي مستواه العالي على الرغم من إنتقادات البعض والتي تعتبر لاعب الوسط المدافع ( موصلاتي ) للكرة إلي ( الخلف ).. جاءت إشادة أجنبوتي المدير الفني لصن شاين بغالي لتعيد إليه حقه المهدر وإتهامه الدائم باللعب الفردي .. ليس من المهم أن تعطي مائة تمريرة صحيحة ( غير مؤثرة ) الأهم أن تعطي تمريرة واحدة ( مؤثرة ) .. يبقي فقط أن نهمس في أذن غالي بأن يهتم قليلا بالشق الدفاعي خاصة انه يتحمل جزء من هدف صن شاين الأول ( هروب ميراندو تامين من خلفه ) •تقدم أحمد فتحي وأحمد شديد قناوي المحسوب بدقة جعل دفاع الأهلي متماسكا وحسنا ما قام به المدير الفني للأهلي عندما فرغهم أكثر للدفاع ومع تواجد مجموعة الخماسي الهجومية كان فريق الأهلي متزنا أغلب أوقات المباراة •سوء حالة الدفاع .. اللعب بدون ليبرو يجعل مرماك تستقبل أهدافا أكثر .. اللعب بثلاثي إرتكاز خارج الملعب .. كلها خرافات يجب أن يتخلص منها من يروجون لها فعلي سبيل المثال الأهلي إستقبل أمس ثلاثة أهداف منهما هدفين من كرات ثابتة ( ضربة جزاء –ضربة حرة ) لا دخل للدفاع فيهما. •الهدف الأول جاء من كرة شبيهة بهدف صمويل أفوام لاعب سموحة في مرمي الأهلي الموسم الماضي ( كان الأهلي يلعب وقتها بليبرو ) وهي مستحيلة على أي حارس مرمي .. وعلى الرغم من أن الأهلي كان يلعب على أرضه أمام الوداد البيضاوي العام الماضي بثلاثة مدافعين وإثنين إرتكاز إلا إنه إستقبل ثلاثة أهداف في مرماه ..يا سادة العبرة ليست بالطريقة ولكن في المهام ومدي إستجابة اللاعبين لتنفيذها . •اه لو تخلص شريف إكرامي من وضع بصمته في كل مباراة سيصبح حارسا أسطوريا .. فارق زمني قدره ثانيه لو قرر أن يخطوا بقدمه ثم يقوم بالطيران لاستطاع منع كرة الهدف الثالث بسهولة .. نعم الكرة في مكان صعب جدا ولكن الكرة كانت بطيئة ولو إستخدم اليد الصحيحة وليست العكسية كما فعلها في مباراة الزمالك لنال الإشادة. •أتذكر قول مورينيو عندما كان يدرب الإنتر كي تحقق الفوز يجب أن تدافع بأكبر كم من المهاجمين ..وأضيف أن تجعل المهاجم يقوم بالضغط ليدافع أسهل من أن تجعل للمدافع لمسة خاصة كي يصنع هدف.