[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حقّق غلطة سراي
التركي فوزاً تاريخياً على ضيفه مانشستر يونايتد الإنكليزي عقب تغلّبه عليه
بهدف نظيف اليوم الثلاثاء ضمن الجولة الخامسة ضمن المجموعة الثامنة من
مسابقة دوري أبطال أوروبا.
وسجّل الهدف الوحيد للمباراة المهاجم
بوراك يلماز في الدقيقة 54، علماً أنه خامس أهدافه وهي أيضاً كل أهداف غلطة
سراي في دوري الأبطال هذا الموسم.
وتصطبغ هذه المباراة برمزية تاريخية
باعتبارها الفوز الأول لغلطة سراي في تاريخه على النادي الإنكليزي، حيث عجز
عن الوصول لهذا المبتغى طيلة المواجهات الخمس التي جمعت بينهما طوال
مسيرتهما.
وبهذه النتيجة يبقي الفريق التركي على
حظوظه كاملة في الـتأهل بحلوله وصيفاً بـ7 نقاط حتى الآن لليونايتد (12
نقطة) المتأهل منذ الجولة الماضية، بينما بقي كلوج منافساً شرساً بحلوله
ثالثاً بنفس الرصيد من النقاط.
وستؤجّل الأمور إلى المرحلة الختامية التي
سينزل فيها غلطة سراي ضيفاً على سبورتنغ براغا البرتغالي متذيل المجموعة
بـ 3 نقاط، في حين سيتحوّل كلوج الروماني إلى الأولد ترافورد في تنقل صعب
أمام مانشستر يونايتد.
الجمهور يريد الفوز "للأسود"...استهلّ غلطة سراي أو الـ"أسلان" باللغة
التركية وهو مايعني "الأسود" في العربية، مباراة القمة التي انتظرها طويلاً
أمام ضيفه الإنكليزي الخبير، وسط ضغط "خرافي" من جماهيره الغفيرة التي
كانت حاضرة بقوة في معقل "علي سامي يان سبور كوملكسي" أو ما يعرف أكثر
بـ"تورك تيليكوم أرينا"، بهدف مساندة فريقها على استثمار تأهل "الشياطين
الحمر" مبكراً واستغلال إقحامه لتشكيلة احتياطية في ظلّ تفضيل "السير"
إراحة عدد من نجومه الأساسيين، وبالتالي نيل خطوة أخرى تقرّب ناديهم من حلم
اقتطاع تذكرة التأهل للدور الثاني.
ولئن كانت البداية بعنوان المبادرة
الإنلكليزية من تسديدة محتشمة لتوم كليفرلي بعد استلامه تمهيداً ذكياً من
زميله داني ويلبيك لم تشكّل خطورة كبيرة على مرمى الحارس الأورغوياني
فيرناندو موسليرا (3)، إلاّ أنّ أصحاب الأرض سرعان ما استجابوا لصيحات
جماهيرهم عبر فرصتين، كانت أولها من قدم المهاجم بوراك يلماز الذي سدّد كرة
قوية ردّها الدنماركي أندرس ليندغارد بصعوبة (5). بينما كانت الفرصة
الثانية من تسديدة للمغربي نور الدين أمرابط مرت بعيداً عن الأخشاب
الإنكليزية (9).
الـ"مان" متحفّظ والـ"غلطة" يواصل الهيمنةشهدت أغلب فترات هذا الشوط تحفّظاً واضحاً
من كتيبة "السير"، حيث لاح التأثر جلياً بغياب عدد من الركائز الأساسية
على غرار ريو فرديناند، باتريس إيفرا، ريان غيغز، دافيد دي خيا، واين روني،
روبن فان بيرسي، الذين فضّل العجوز فيرغسون إراحتهم في هذه الجولة عقب
تأمين التأهل مبكراً عن المجموعة كما سبق وذكرنا آنفاً، وهو ما فسح المجال
في الواقع لعدد من اللاعبين الإحتياطيين والشباب أخذ حظوة في التشكيل
الأساسي ومن هؤلاء نذكر على سبيل الذكر لا الحصر، الهولندي القادم من فيتيس
أرنهيم ألكسندر بوتنر، فيل جونز، دارين فليتشر، أندرسون، نك بويل.
بالمقابل استمرّ غلطة سراي في فرض هيمنة
نسبية على إيقاع اللعب بفضل تحركات الثلاثي المغربي نور الدين أمرابط
والإسباني ألبرت رييرا ورأس الحربة بوراك يلماز الذي أعاد تهديد مرمى
مانشستر برأسية خطيرة علت العارضة بقليل (21)، ورغم أنّ صاحب الدار لم يخلق
عدداً كبيراً من الفرص إلا أنّه كان خطيراً كلما هدّد مرمى ليندغارد.
أخطر فرصتينمثلت الدقيقة الرابعة والثلاثين ميلاد
الفرصة الأخطر لغلطة سراي بعد عمل جماعي مميّز آلت فيه الكرة لمتوسط
الميدان حميد ألتينتوب الذي سدّد كرة قوية أبدع ليندغارد في ردّها، قبل أن
تعود الكرة أمام القائد سلشون إينان الذي أعاد تسديدها داخل المنطقة تصدّى
لها المدافع ألكسندر بوتنر بيده، إلا أنّ الحكم الإسباني كارلوس فيلاسكو
كاربايو أعلن استئناف اللعب وسط حالة من الغليان التي اشتاحت أركان الملعب.
عقب أول تهديد صريح للـ"غلطة" تحرّك
"كيان" الضيوف وحاولوا ردّ الفعل عبر أبرز أسلحتهم فتكاً والحديث عن
الركلات الثابتة، ومن ركنية تحصّل عليها ويلبيك إثر عمل فردي مميز، جاء دور
صمام الدفاع فيل جونز ليعلن عن نفسه بقوة بارتقائه عالياً وسدّد كرة رأسية
ناب فيها القائم التركي عن حارس العرين موسليرا، لينتهي هذا الشوط على
هاتين الفرصتين اللتين كانتا الأبرز في كل ما شهدناه.
ما يمكن أن نستخلصه في هذا الشوط الأول هي
حالة التسرّع والارتباك التي وسمت الأداء التركي وهو أمر مفهوم في ظلّ
واقع المنافسة الشرسة مع شريكه في الترتيب نادي كلوج الروماني الذي كان
يتقدّم في بوخارست إلى حدود نهاية هذا الشوط بنتيجة (3-1) أمام ضيفه
سبورتنغ براغا البرتغالي، وهو ما يعني حتمية تحقيق غلطة سراي للانتصار إذا
ما أراد المحافظة على حظوظه في خطف مكان بين كبار القارة في الدور ثمن
النهائي لأمجد الكؤوس الأوروبية.
استئناف ناريبدعم جماهيري منقطع النظير استنفر سفير
"بلاد الأناضول" رحلة بحثه عن الهدف الحلم في هذا النصف الثاني من حواره مع
الفارس المتمرّس القادم من أرض الإنكليز، وبدأ بداية نارية لم يضِع فيها
الوقت الذي بدأ يصارعه صحبة المنافس ومع معطى تفوق كلوج الروماني مع نهاية
الشوط الأول سعى أبناء المدرب صاحب الشخصية المتفرّدة فاتح تيريم إلى لعب
أوراقهم كاملة وخوض هذا الشوط الثاني بمنطق "أكون أو لا أكون".
منطق إثبات الكيان هذا سمح لغلطة سراي
بشنّ عدد من الهجومات الخطيرة على مرمى ليندغارد ما أدخل حالة من التوتر
على مردود الخط الخلفي للشياطين الحمر، ولم تتأخر ثمار هذا الضغط كثيراً
فبعد عمل جماعي منسّق استقرت فيه الكرة على رأسية خطيرة من البرازيلي
فيليبي ميلو تألّق في تحويلها إلى الركنية ليندغارد، ثم تمكّن –ومن نفس
الركنية- المهاجم القنّاص الذي كان أحد أبرز العناصر في هذه القمة، بوراك
يلماز من خطف رأسية متقنة وسط زحام الرؤوس افتتح على إثرها باب التسجيل
بإصابة طال انتظارها (54).
المتألق يلماز كوفىء على مجمل أعماله المقدّمة في هذه المباراة بتوقيعه على هدفه الخامس ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
مباراة العمرلم تهدأ أسارير الأتراك بعد نيلهم مطلب
التقدّم، وحاولوا تأمين النتيجة بهدف ثان للبصم على تاريخية الإنجاز
وقدّموا مستوى رائعا طيلة ردهات هذا الشوط الثاني، وبعد فرصة خطيرة مثلت
جواب رد الفعل من مانشستر بتسديدة لخافيير هيرنانديز "تشيشاريتو" صدّها
موسليرا بامتياز، عادت صورة المباراة إلى واقع السيطرة التركية التي كانت
مميزة لعدة أسباب يبقى أهمها حالة الجاهزية القصوى لنجم اللقاء نور الدين
أمرابط، وحيوية الجناح الإيفواري إيمانويل إيبوي، بالإضافة إلى خبرة ثنائي
الوسط حميد ألتينتوب وسلشون إينان كما لا يمكن أن ننسى تميّز ثنائي محور
الدفاع المتكوّن من الكاميروني داني نونكو والتركي سميح كايا.
وكان صاحب الأرض قادراً على هز شباك ضيفه
في أكثر من محاولة على غرار محاولتي إيبوي في الدقيقتين (61) و(66)، ففي
الأولى سدّد وصدّ كرته ليندغارد، أما في الثانية قام بتوغل ممتاز وأهدى
عرضية أمام شباك خالية لكنها لم تجد أحدأ في المساندة الهجومية.
مع مطلع الدقيقة الخامسة والسبعين كسر
فيرغسون هدوئه بتغييرين حيث أقحم الثنائي فيديريكو ماكيدا وأشلي يونغ مكان
كل من نيك بويل وأندرسون توالياً بهدف إعطاء نفس جديد لفريقه، ولكن لا شيء
تغيّر.
نشاز مانشستر يونايتد في هذا اللقاء كاد
أن يطبق عليه المميز ألتينتوب بصاروخية إلا أنّ تسديدته الرائعة تكفّلت
عارضة الزوّار بردّها (78)، لتكون بالتالي أبرز فرصة في هذا الشوط الثاني.
ما تبقى من لقاء الفريقين لم يشهد سوى
سيناريو وحيد تمثّل في ضغط إنكليزي قابله استماتة تركية ملفتة، نجحت في
الخروج بالمباراة إلى بر الأمان.
التشكيلة الأساسية للفريقين:غلطة سراي التركيحراسة المرمى: فيرناندو موسليرا (25).
خط الدفاع: داني نونكو (13)، سميح كايا (26)، إيمانويل إيبوي (27)، حميد ألتينتوب (4).
خط الوسط: سلشون إينان (8) "القائد"، فيليبي ميلو (10)، ألبرت رييرا (11)، نور الدين أمرابط (53).
خط الهجوم: يوهان إلمندر (9)، بوراك يلماز (17).
المدرب : فاتح تيريممانشستر يونايتد الإنكليزيحراسة المرمى: أندرس ليندغارد (13)
خط الدفاع: رفاييل (2)، فيل جونز (4)، ألكسندر بوتنر (28)، أندرسون (8).
خط الوسط: ميكايل كاريك (16) "القائد"، توم كليفرلي (23)، دارين فليتشر (24)، نيك بويل (25).
خط الهجوم: خافيير هيرنانديز (14)، داني ويلبيك (19).
المدرب: "السير" أليكس فيرغسونطاقم التحكيم: إسباني الجنسية.
حكم الساحة: كارلوس فيلاسكو كاربايو.
الحكمان المساعدان: روبرتو ألونزو، وخوان كارلوس يوستي خيمينيز.
الحكمان المساعدان الإضافيان: سيزار مونيث، وكارلوس دل سيرّو غراندي.
الحكم الرابع: روبرتو دياث بيريث دل بالومار.
كلوج يواصل التنافس بشراسةبدوره، واصل كلوج الروماني تشديد ملاحقته لغلطة سراي بعد التغلب على سبورتنغ براغا البرتغالي بنتيجة (3-1).
وبرز روي بيدرو كنجم أوحد للمباراة
بتسجيله ثلاثية كاملة في الدقائق (7 و15 و34)، في حين وقّع هدف براغا
الوحيد قائده ألان سيلفا (17)، مع العلم أن الفريق البرتغالي أكمل المباراة
منقوصاً منذ االدقيقة 45 بعد إقصاء لاعبه دوغلاو.
وبهذه النتيجة يحافظ الفريق الروماني على
حظوظه في التنافس إلى آخر رمق باعتبار مشاركته النقاط مع غلطة سراي التركي،
إلا أن مباراته الختامية ستكون صعبة الهضم أمام منافس شرس كمانشستر لا
سيما على أرضه وأمام جماهيره.