قهر الأهلي المصري فريق سان فريتشي هيروشيما الياباني في عقر داره بعد أن فاز عليه 2-1 في ربع نهائي كأس العالم للأندية التي تقام في اليابان.
سجّل أهداف الأهلي كلٌّ من سيد حمدي في الدقيقة 15 و محمد أبو تريكة في الدقيقة 57، فيما سجّل الهدف الوحيد للفريق الياباني هيساتو في الدقيقة 32.
وسيواجه الأهلي في نصف النهائي، الذي تأهل له للمرّة الثانية في تاريخه، فريق كورنثيانز البرازيلي يوم الأربعاء القادم.
استهلّ الأهلي مباراته أمام سان فريتشي هيروشيما بالضغط على منافسه منذ البداية والإمساك بزمام الأمور وكان الفريق الياباني تائهاً أمام النقلات القصيرة واللمسة الواحد للكرة بين لاعبي الفريق القاهري.
وأحسسنا أن الأهلي يقترب شيئاً فشيئاً لتسجيل الهدف الأوّل الذي بات مسألة وقت لا غير لأن هيروشيما يعاني كثيراً في مستوى محور الدفاع وصعوبات بالجملة في الخروج بالكرة من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية وهذا عائد لحسن انتشار كتيبة المدرّب حسام البدري.
مدّ هجومي للأهلي
ومُنذ الدقيقة الرابعة في هذه الفترة انطلقت حملات الفريق المصري على حصون سان فريتشي إذ أرسل أحمد فتحي كرة طويلة من نصف الملعب إلى المهاجم محمد ناجي جدو الذي انفرد بالحارس شوساكو نيشيكاوا لكن كرته مرّت بجانب الخشبات الثلاث للحارس الذي غادر الميدان بسبب اصطدامه بزميله.
حاول الفريق "الأهلاوي" أن يوجه كراته نحو جدو الذي يلعب دور "لاعب الارتكاز في كرة السلة" حتى يهيئ الكرة للقادمين من الخلف وشكّلت هذه المنهجية مشاكل كبيرة للفريق الياباني، كما اعتمد الفريق المصري على الصعود المكثّف لأحمد فتحي الذي ساند كثيراً الهجوم.
وفي الدقيقة 15، أكّد لاعبو الأهلي أن هذه الطريقة ناجعة لهزّ دفاع هيروشيما الذي يعاني كثيراً في مستوى تأمين دفاعه، تمكّن فريق القرن من افتتاح التسجيل بعد لوحة فنيّة نسج خيوطها فتحي وجدو اللذان أبدعا في رسم ثنائية رائعة فمرّر فتحي الكرة لحمدي الذي وضعها في الشباك.
هبوط في المستوى
وبعد 15 دقيقة رائعة قدّمها الأهلي شهدنا هبوطاً مفاجئاً في الأداء، ففي الدقيقة 25 سدّد ميزيموتو كرة قوية صدّها الحارس شريف إكرامي.
ويبدو أن الجهة اليمنى لفريق هيروشيما الذي يلعب بها الكرواتي ميهال ميكتش مثّلت مصدر إزعاج كبير للفريق "الأهلاوي" وتقريباً ركّز الفريق الياباني على هذه الجهة وشاهدنا ضعفاً كبيراً لأحمد شديد قناوي الذي تجاوزته كلّ الكرات بعد تراخي السيد حمدي في القيام بواجباته الدفاعية ومساندة قناوي.
خروج مؤثّر لغالي
وبما أن المصائب لا تأتي فرادى تعرّض "المايسترو" حسام غالي للإصابة عجّلت بمغادرته للمستطيل الأخضر وخفنا أن يؤثّر هذا الخروج على المردود الجماعي للفريق، وبالفعل حصل ما كان في الحسبان نزل أداء الأهلي الذي وجد صعوبات في إخراج الكرة والصعود بها نحو الأمام.
وتلقّت حصون الفريق المصري هجمات متتالية بعد خروج غالي ففي الدقيقة 32 تكبّد دفاع الأهلي هدف التعادل على خلفية سوء تمركُز صارخ من مدافعي فريق القرن في أفريقيا وبعد "اللخبطة" أتت الكرة أمام هيساتو، الذي وضع الكرة في الشباك بكلّ هدوء ودون مراقبة.
واصل ميكتش في بثّ الخطر على دفاع الأهلي ومرّر عرضية لتكهاغي لكن فطنة شريف إكرامي أنقذت الأهلي من هدف ثانٍ، وفي الدقيقة 45 عاد الكرواتي ليزعج مدافعي الفريق المصري لكن دون خطورة تُذكر لتنتهي حكاية الشوط الأوّل بالتعادل 1-1.
سيناريو شبيه بالأوّل
وفي سيناريو شبيه بالفترة الأولى، انطلق الأهلي في الشوط الثاني بحماسة كبيرة وروح عالية لتسجيل الهدف الثاني ونسيان تقلّبات الشوط الأوّل ويبدو أن البدري قدّم تعليماته لكتيبته حتي يلعبوا الهجمة المركّزة ثمّ بسرعة وضع العرضيات خلف مدافعي هيروشيما وفي الدقيقة 57 أثبتت هذه الوصفة الأهلاوية نجاعتها بعد أن أرسل "الفنان" فتحي كرة نموذجية لأبوتريكة الذي انفرد بالحارس الياباني وسجّل الهدف الثاني للفريق المصري وعادل نصيب كلّ من الارجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة ودينلسون مهاجم بوهنغ الكوري اللذين سجّلا أربعة أهداف في مونديال الأندية.
وفي الدقيقة 64 أكّد الأهلي أنّه عازم على العبور بعد أن مرّت رأسية جدو بجانب مرمى المنافس.
وفي بعض الدقائق في هذه الفترة أي بعد هدف الأهلي هدّد هيروشيما مرمى إكرامي بعرضية رائعة في الدقيقة 68 بواسطة ساو هو لكن عرضيته كانت غير دقيقة.
تميزّ أداء الأهلي بالأناقة في هذه الفترة وأبرز حنكة الفرق الكبيرة في التعامل مع المباريات، فسيطر فريق القرن على نسب امتلاك الكرة (53 بالمئة) وحاول أن يتبع طريقة التدرّج في بناء الهجمة والصعود من الدفاع إلى الهجوم برونق خاص.
دفاع الأهلي على المحكّ
كان الفريق الياباني يحاول أن يلعب الكرات العكسية واستغلال بطء عودة مدافعي الأهلي للتمركز في حصونهم، وكاد صاحب الهدف الأوّل السان فريتشي هيساتو أن يسجّل هدف تعديل الكفة في الدقيقة 81 بعد خطأ كبير في المراقبة وتطبيق مصيدة التسلّل من المدافع محمد نجيب وانفرد بالحارس لكن سوء تركيزه جعله يسدّد الكرة بجانب المرمى.
وفي الدقيقة 85 أكّد إكرامي أنّه من طينة الحراس الكبار بإنقاذه لهدف محقّق بعد أن أنفرد ساتو به وصوّب لكن بسالة حارس الأهلي وقفت سدّاً منيعاً أمام هجمات ومحاولات الفريق الياباني، كما أن الهبوط الحاد في العامل البدني للأهلي أثّر على تركيزه على خواتيم المواجهة وأعطى الأفضلية لهيروشيما وتكبّد دفاع الفريق المصري عبء اللحظات الأخيرة.
ويمكن القول أن الأهلي كان وفيّاً لتاريخه وأمجاده وأحقيته في بلوغ نصف النهائي بعد الفارق الشاسع والكبير في التاريخ بين الناديين فهيروشيما أحرز الدوري الياباني بعد 42 سنة ليتأهّل لكأس العالم للأندية بينما عملاق القارّة السمراء سيطر على بطولات دوري أبطال أفريقيا بإحرازه 7 ألقاب وأكثر فريق أحرز السوبر الأفريقي (7 مرّات) وأكثر فريق مصري حصل على الدوري المحلّي (36 دوري) والكأس (35 لقباً) والسوبر المصري ( 7 مرّات)كما يملك نصيب الأسد من المشاركات العالمية بأربع مشاركات 2005 و2006 و2008 و2012.